The constitutional culture of youth in northern Syria. (Arabic)
حسام السعد الثقافة الدستورية للشباب في شمال سوريا
كان الإصلاح الدستوري من أوائل مطالب الثورة السورية عام 2011، تلاه في عام 2012 مطالب بدستور جديد وتشكيل لجنة دستورية، على أن تكون “كتابة دستور جديد لسوريا” مدخلًا إلى حل سياسي للصراع السوري. هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن واقع الثقافة الدستورية بين الشباب في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام شمال غرب سوريا الخاضعة حاليًا للنفوذ التركي ومناطق المسيطر عليها من قبل هيئة تحرير الشام في إدلب، وذلك لقياس مستويات المشاركة والمعرفة بالدستور الحالي، والعوامل المؤثرة في المشاركة، أو غيابها، والأسباب الكامنة وراء ذلك، والوصول إلى فهم لانعكاس ذلك على ارتباطهم بدستور سوريا المستقبلي. نظرًا لاتساع نطاق البحث ديموغرافيًا ومكانيًا، فقد اقتصرت هذه الدراسة على عينة من 10 شبانّ و10 شابات تتراوح أعمارهم بين 20-30 عامًا، نشأوا أثناء الثورة في مناطق خارجة عن سيطرة النظام، ما أفضى إلى أن يكون لهم بالتحديد مصلحة في بناء ثقافة دستورية في البلاد. تم اعتماد منهجية نوعية تستند إلى إجراء مقابلات شبه منظمة واعتبر أنها ستفضي إلى إجابات وافية عن أسئلة البحث، بالإضافة إلى كونها قابلة للتحقيق في الإطار الزمني المتاح، مع تحليل البيانات مواضيعيًا. كشفت نتائج الدراسة أن غالبية المستجيبين لديهم معرفة محدودة أو معدومة بالدستور، وعلى الرغم من وجود ثقافة عامة تتعلق بالمبادئ الدستورية مثل حرية الرأي والتعبير والمساواة وتكافؤ الفرص، إلا أن المشاركين لم يكونوا على علم بأن هذه المبادئ هي بالفعل واردة في الدستور؛ كما كان لديهم فهم محدودٌ للغاية لما يشكل بنية الدولة. كما كان المشاركون من المناطق المتأثرة بتركيا أكثر دراية بقليل من المشاركين من ادلب، بما في ذلك حول مواضيع عن السياسة التركية والدستور التركي، وكانوا أكثر انفتاحًا على مبادئ المساواة والحرية، مع لحظ اهتمام تزايد بعد إجراء الدراسة لمعرفة المزيد من قبل المشاركين الذكور. وإجابة على سؤال عما يجب أن يقوم عليه الدستور الجديد، كانت الردود مزيجًا من العناصر القومية والدينية والطائفية. بغية ضمان تطوير ثقافة دستورية بين الشباب السوري، من المهم تقديم برامج توعوية تشمل قادة المجتمع ومنظمات المجتمع المدني للدفع في تعزيز الانخراط في القضايا الدستورية ذات الصلة، أي “ثقافة دستورية” بين فئة الشباب.